قصة أبو نواس و الأعرابي
أيا صاحب الزَود اللواتى يسُوقهَا *** بكم ذلك الكبش الذى قد تقدمَا
أجابه الإعرابى وشعراً من نفس الوزن والقافية قال:
أبيعكَهُ إن كُنتَ تبغى شِرَائهُ *** ولم تكُ مزَاحاً بعشرين دِرهما
فقال له أبو نواس :
اجدت هداك الله رَجعَ زوادنا *** فـاحسن إلينا إن أردت تكِرُما
فقال الإعرابى :
أحطُ من العشرين خمساً *** لأننى أراك ظريفاً فاخرجنها مسلما
بيد أن أبو نواس إنصرف .
فى هذه المبايعة الظريفة التى جرت مفاصلة بالشعر كان الناس قد تجمهروا ، وعند إنصراف ابو نواس سأل الناس الإعرابى :
أتدرى مع من كنت تتكلم ؟
قال الإعرابى لا !!
قالوا له إنه أبو نواس .
فما كان من الرجل إلا وحمل الكبش وأدرك أبو نواس ، وأقسم على ابو نواس إن يأخذ منه الكبش هديةٌ خالصة وإن لم يأخذه منه ليتركن كل غنمهُ فى الطريق . فاخذه ابو نواس وسأل عن الرجل ؟ فقيل له إنه إعرابى من باهلة ، وباهلةُ هذه هى قبيلةٌ عربيةٌ مضرية من اصرحِ القبائل نسباً وأفصحها لغةً . فقال ابونواس:
وباهلىٌٍ من الأعرابِ منتخبٍٍ***جادت يداهُ بواتِ القرنِِ والذنبِِ