قصة أبو نواس و الأعرابي


قصة أبو نواس و الأعرابي 


فى يوم من الأيام وبينما كان الشاعر العباسى أبو نواس يتجول فى أحد احياء الكوفة وقبيل عيد الاضحى المبارك . رأى إعرابى ومعه أغنام يسوقها فابتدره أبو نواس قائلاً :

أيا صاحب الزَود اللواتى يسُوقهَا *** بكم ذلك الكبش الذى قد تقدمَا

أجابه الإعرابى  وشعراً  من نفس الوزن والقافية قال:

أبيعكَهُ إن كُنتَ تبغى شِرَائهُ *** ولم تكُ مزَاحاً بعشرين دِرهما

 فقال له أبو نواس :

اجدت هداك الله رَجعَ زوادنا *** فـاحسن إلينا إن أردت تكِرُما

فقال الإعرابى :

أحطُ من العشرين خمساً *** لأننى أراك ظريفاً  فاخرجنها مسلما

 بيد أن أبو نواس إنصرف .

       فى هذه المبايعة الظريفة التى جرت مفاصلة بالشعر كان الناس قد تجمهروا ، وعند إنصراف ابو نواس سأل الناس  الإعرابى :
       أتدرى مع من كنت تتكلم ؟
قال الإعرابى لا !!
قالوا له إنه أبو نواس .
فما كان من الرجل إلا وحمل الكبش وأدرك أبو نواس ، وأقسم على ابو نواس إن  يأخذ منه الكبش هديةٌ خالصة وإن لم يأخذه منه ليتركن كل غنمهُ فى الطريق . فاخذه ابو نواس وسأل عن الرجل ؟ فقيل له إنه إعرابى من باهلة ، وباهلةُ هذه هى قبيلةٌ عربيةٌ مضرية من اصرحِ القبائل نسباً وأفصحها لغةً . فقال ابونواس:

وباهلىٌٍ من الأعرابِ منتخبٍٍ***جادت يداهُ بواتِ القرنِِ والذنبِِ