طرائف و حكم الصحراء


 انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً
فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم
قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ،
فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج
فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك
لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه . 
******
قيل بينما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس ،
إذ جاء أعرابيّ فلطمه ، فقام اليه واقد بن عمرو فجلد به الأرض ،
فقال عمر : ليس بعزيز من ليس في قومه سفيه .  

******
قال ابو المجسر الأعرابيّ : كانت لي بنت تجلس معي على المائدة
فلا تقع عينها على لقمة نفيسة إلا خصّتني بها ،
فكبرت وزوجتها ، وصرت أجلس إلى المائدة مع ابن لي ،
فوالله لن تسبق عيني إلى لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها . 
******
 
قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه : من يسبني
ولا يفحش وهذا المطرف له ، وكان فيهم أعرابيّ
فقال : ألقهِ يا أحول ، فقال خذه قاتلك الله .

******

وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ،
وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ،
فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .

******

أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين ،
فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه ،
فجلس بين يديه فقال له الرجل : هل تحسن من القرآن شيئاً ، قال : نعم ،
قال إقرأ ، فقرأ : والزيتون وطور سينين ، فقال الرجل فأين التين ؟
فقال الأعرابيّ : التين تحت كسائك ! .