جلس أشعب عند رجل ليتناول الطعام معه ، ولكن الرجل لم يكن يريد ذلك ..فقال إن الدجاج المعدّ للطعام بارد ويجب أن يسخن ؛ فقام وسخنه ..وتركه فترة فقام وسخنه ..وتركه فترة فبرد فقام مرة أخرى وسخّنه ...وكرر هذا العمل عدة مرات لعل أشعب يملّ ويترك البيت !!
فقال له أشعب :أرى دجاجك وكأنه آل فرعون ؛ يعرضون على النار غدوا وعشيا
******
يحكى
ابن العماد الحنبلى فى كتابه (شذرات الذهب فى أخبار مَن ذهب)وهو يؤرِّخ
لأحداث سنة 820 هجرية :وفى أواخرها مالت المأذنةُ التى بنُيت على البرج
الشمالى بباب زويلة بمصر من جامع المؤيد ،وكادت تسقط ، واشتد خوف الناس
منها وتحوَّلوا من حواليها ،فأمر السلطان بنقضها فنقضت بالرفق إلى أن
أمِنوا شرَّها ..فقال ابن حجر العسقلانى :لجامع مولانـــــــا المؤيِّـدِ رونـــقٌ ****منارتُـه بالحسنِ تزهو وبالزيـــــن
تقول وقد مالت عن القصد أمهلوا ***** فليس على جسمى أضرَّ من العين
فغضب الشيخ بدر الدين العينى ، وظنَّ أن ابن حجر يعرِّض به ،فاستعان بالنواجى الأبرص ،فنظم له بيتين معرضاً بابن حجر ونسبهما العينى لنفسه ..يقول البيتان :
منارةٌ كعروسِ الحسن إذ جليت وهدمها بقضـاءِ الله والقــــدر
قالوا أُصيبت بعين قلتُ ذا غلط ما أوجب الهدم إلا خسَّة الحجر
******
ومن
أحسن ما يُحكى أنَّ رجلاً كان مع بعض الصالحين ،فمرَّ على جماعةٍ يشربون
ويغنُّون،فقال الرجل : يا سيدى ، ادع على هؤلاء المجاهرين بالمنكر ..قال :
اللهمَّ كما فرَّحتهم فى الدنيا ، فرِّحهم فى الآخرة .. فبُهت الرجل ،فلم
تمض مدة ، حتى اهتدى كل منهم وحسن حاله ..